الاثنين، 4 مايو 2015

نظريات الدراسة


 
العنف الرمزي والممارسة الاجتماعية:

تعتبر نظرية العنف الرمزي من بين عدد من النظريات "الوسيطية" التي قام بتشييدها عالم الاجتماع الفرنسي الشهير بيير بورديو Pierre Bourdieu(1930-2002) والتي تستمد إطارها المرجعي من النظرية العامة حول الهيمنة.
لقد حاول بيير بورديو تأسيس سوسيولوجيا نقدية تستند على أطر مرجعية متعددة المشارب: فلسفية، اقتصادية، لغوية، انثروبولوجية، سيكلوجية، ...تروم تتبع مسارب الهمينة في الحقول الاجتماعية، إلا أن هذا التنوع وذاك التعدد يخفي وراءه خيطا ناظما لمشروع بورديو يتمثل في الكيفية التي يتم من خلالها إضفاء الشرعية على الهيمنة، ومن خلال إعادة أنتاجها أيضاً.
وتأسيسا على ما سبق فإنه لا يمكن الحديث عن نظرية بورديو في العنف الرمزي إلا بالحديث عن المنظومة المفاهيمية المترابطة للنظرية العامة.
(الممارسة الاجتماعية) أصبح مفهوم الممارسة الآن أحد المفاهيم الأساسية في البحث الاجتماعي[1]  والفضل في ذلك يعود لبورديو، مع غيره من العلماء، حيث تكتسب نظرية الممارسة الاجتماعية أهميتها في العلوم الاجتماعية والإنسانية بسبب قدرتها التفسيرية المتنوعة والملائمة لكشف طبيعة الظواهر الاجتماعية والإنسانية المختلفة، فعن طريقها يمكن تفسير التبيانات الاجتماعية والثقافية في آن واحد، كما يمكن تفسير ظاهرات السياسة والاقتصاد والثقافة والدين والفن والعلم ..دون أن تفقد النظرية مصداقيتها.[2]
لقد حاول بورديو في نظرية اللمارسة أن يقدم حلاً للفجوة بين النظرة الذاتية للعالم الاجتماعي، والنظرة الموضوعية، وانتهى إلى أن العلاقة بين الذاتي والموضوعي علاقة جدلية متداخلة ومتشابكة ومعقدة، وعالم الاجتماعي عليه أن يكشف طبيعة هذه العلاقة، وكيف تتولد الممارسة تحت تأثير هذه العلاقة.[3]
ولكي نفهم نظرية الممارسة عند بورديو فإن علينا أن ننطلق من تصوره للمجتمع ، فهو يراه على شاكلة فضاء (Espace ) يتوزع فيه الأفراد والمؤسسات على عدد من المواقع والتي تكتسب هويتها من خلال بعدها العلائقي أي من علاقاتها ببعضها البعض. هذه الرؤية الطوبولوجية للمجتمع يشرحها بورديو في أحد نصوصه بقوله: يمكن أن نتمثل العالم الاجتماعي في شكل فضاء (ذو أبعاد متعددة ) مبني على أساس مبادئ التمييز أو التوزيع المكونة من مجموعة الخصائص التي تعتمل في العالم الاجتماعي... وهكذا فإن الأعوان ومجموعات الأعوان يُعرفون ويُحددون من خلال مواقعهم في هذا الفضاء ، فكل واحد منهم متموقع في موقع محدد أو في طبقة محددة من المواقع المجاورة (بمعنى في منطقة معينة من الفضاء ) ويمكن أن نشغل في الواقع ، حتى وإن كان ذلك على مستوى الفكر ، منطقتين متعارضتين في الفضاء.[4]
وعلى هذا فبنية الفضاء الاجتماعي عند بورديو تتسم بكونها بنية تمايز واختلاف وبالتالي بنية صراع فلا وجود لأي فضاء اجتماعي إلا بوصفه اختلافا وتميزا من جهة، وإلا بوصفه من جهة أخرى فضاء تفاضل في المواقع والمكانات، أي فضاء سلطة وسيطرة ، وفضاء مقاومات وصراعات مضادة، ينخرط فيها الناس معبرين عن إرادة القوة التي تعبر عن نفسها في نمط من الليبيدو ؛ ليبيدو اجتماعي بتعبير بورديو ، يدفعهم في إطار علاقاتهم الاجتماعية إلى الصراع إما من أجل المحافظة على مواقعهم الاجتماعية أو تغييرها وتحسينها.[5]
هنا يبدو أن الوقت قد حان للحديث –في مستوى أول- عن المفاهيم الأساسية لنظرية الممارسة وهي (الحقل، والهابتوس، ورأس المال)، ثم في مستوى ثان سنحاول كيف يربط بورديو بين هذه المفاهيم ليصوغ نظرية الممارسة.

الحقل Field
إن التعقيد والتشابك والإحالات المتبادلة وعدم الاشتغال المنعزل تعتبر سمة بارزة للمنظومة المفاهيمة البورديوية، وهذا هو الحال مع مفهوم الحقل الذي يعتبر استعارة مكانية أساسية في علم اجتماع بورديو. يعرف بورديو الحقل بأنه: شبكة أو ترتيب للعلاقات الموضوعية بين الأوضاع، وتتحدد تلك الأوضاع موضوعياً في وجودها، وفي التقييدات التي تفرضها على من يحتلونها، أو الفاعلين، أو المؤسسات عن طريق موقفها الراهن، أو المحتمل في بناء توزيع ضروب القوة (أو رأس المال) التي تمكن ملكيتها من الوصول إلى منافع محددة تمثل موضوع الرهان في الحقل، وكذلك عن طريق علاقتها الموضوعية بأوضاع أخرى (الهيمنة، الخضوع، المماثلة) إلى آخره.[6]
وعن الحقول يقول بورديو بأنها: فضاءات مركبة من مواقع (أو مناصب) التي تعتمد خصائصها على موقعها داخل  هذه الفضاءات.[7]
وهذا يعني أن الحقول تشير إلى ميادين الإنتاج، والتداول، والاستيلاء على المنافع، أو الخدمات، أو المعرفة، أو المكانة، والأوضاع المتنافسة التي يحتلها الفاعلون في نضالهم من أجل مراكمة تلك الأنواع من رأس المال، فعلى سبيل المثال، يتحدث بورديو عن "الحقل الفكري" ليرسم صورة مصفوفة المؤسسات، والتنظيمات، والأسواق التي يتنافس فيها المنتجون الرمزيون مثل: الفنانون، والكتاب، والأكاديميون على رأس المال الرمزي .. وهناك تطبيقات أخرى للحقل عند بورديو تتضمن الدراسات المعنية بأساليب حياة الطبقة الاجتماعية، ومؤسسات التعليم العالي، والدين، والأدب، وسياسة الإسكان.[8]
ومع ما سبق فإن بورديو يتحديث عن "قوانين ثابتة" أو آليات عمومية تمثل خصائص بنائية تميز جميع الحقول؛ فعلى مستوى أول تمثل الحقول ميادين للصراع من أجل السيطرة على مصادر القيمة، هذه المصادر يعبر عنها بورديو بأشكال من رأس المال عندما تصبح موضوع الصراع وتعمل "كعلاقة قوة اجتماعية" ويتمركز حقل الصراع حول أشكال معينة من (رأس المال:الاقتصادي، أو الثقافي، أو العلمي، أو الديني)، وبمعنى آخر تعتبر الحقول ميادين للصراع من أجل الشرعية، وبلغة بورديو من أجل الحق في احتكار ممارسة "العنف الرمزي".[9]
وعلى مستوى ثانٍ تمثل الحقول فضاءات مبنية للمواقع المهيمنة والخاضعة،والتي ترتكز على أنماط وكميات من رأس المال، وفي هذا يشدد بورديو على أن المواقع في الحقول تتحدد عن طريق التوزيع اللامتساوي من رأس المال أكثر مما تتحدد عن طريق العزو الشخصي لمن يحتلونها، ولابد من النظر إلى الحقول باعتبارها أنساق يعمل فيها كل عنصر معين (مؤسسة، أو تنظيم، أو جماعة، أو فرد) على اشتقاق عناصره المميزة من علاقته بجميع العناصر الأخرى.. وتتمثل الحقول ترتيبات علائقية "مقترنة بأحكام" حيث يعمل التتغير في أحد المواقع على إزاحة الحدود بين جميع المواقع الأخرى؛ فحقل الصراع يحرض أولئك الذين يحتلون المواقع المهيمنة ضد أولئك الذين يحتلون المواقع الخاضعة.[10]
حيث في كل الحقول ثمة "صراع" بين الوافدين الجدد الطامحين إلى السلطة وتلك الأسماء المكرَّسة بين الداخل الجديد الذي يحاول أن يكسر أقفال حق الدخول والمهيمن الذي يحاول أن يدافع عن احتكاره ويبعد عنه المنافسة "[11]
وعلى مستوى ثالث فإن الحقول تفرض على الفاعلين أشكالاً محددة من الصراع، (تجعلهم جميعا يشتركون)[12]في قبول ضمني يتمثل في أن حقل الصراع يستحق النضال في المقام الأول(...)وهذا يعني أن أشكال محددة من الصراع تحظى بالشرعية بينما يتم استبعاد أشكال أخرى؛ فعلى سبيل المثال:فإن الإهانات الشخصية والعنف الجسدي يتم استبعادهما باعتبارها أشكلاً غير مهنية من الصراع،لكن تحدي درجة الموضوعية بوجهة نظر معارضة يعتبر تصرفاً مناسباً.[13] وهذا ما جعل بورديو يشبه هذا الصراع بالتنافس في لعبة ما "الصراع يفترض اتفاقا بين المتنافسين على ما يستحق أن يكون مدارا للصراع، أي اتفاقا حول ما يصنع الحقل نفسه، كاللعبة والرهانات وكل المقتضيات التي يتم قبولها ضمنيا بمجرد الدخول في اللعبة دون أن يكون الداخل على علم بها " ومن ثمَّ فإن المتنافسين/ المتصارعين لابد وأن يحترموا قواعد اللعبة ومبادئ اشتغالها.
وفي مستوى أخير يتحدث بورديو عن "استقلال نسبي" للحقول عن البيئة الخارجية ، حيث يربط بورديو استقلال الحقل بمفهوم القوة الرمزية؛ وكلما نمت الحقول الثقافية (مثلا) باستقلال عن القوة السياسية والاقتصادية فإنها تحصل على القوة الرمزية؛أي بمقدرتها على شرعنة الترتيبات الاجتماعية الموجودة، وبذلك تسهم في إعادة إنتاجها إلى المدى الذي تشرك فيه الفاعلين في استقلال الحقل، ويعتبر النسق التعليمي مثالاً لحقل ثقافي يحقق استقلالاً كبيراً نتيجة قدرته على ضبط توظيف أعضاء جدد، وعملية التنشئة، وسير الفاعلين، وعلى فرض أيديولوجيته المعينة.
الهابتوس Habitus
بعد أن تبين مفهوم الحقل، وخصائصه، وآليات اشتغاله، وقوانينه، نعرض الآن لمفهوم الهابتوس كأحد المفاهيم المركزية في علم اجتماع بورديو؛ لأنه يضمن التجانس بين تصور بورديو للمجتمع وتصور العون[14]الاجتماعي الفردي.
تحيل كلمة الهابتوس في أصلها اللغوي وما يشتق منه إلى "ممتلكات الفرد ومكاسبه وقيمه بمعناها المادي والمعنوي (أي رساميله الاجتماعية الاقتصادية منها والرمزية ) وقد تحولت في تفاعلات الحياة الاجتماعية – من خلال تمثلها الجسدي- إلى وجود وكينونة "[15]
ويعتبر الهابتوس مفهوماً مشكلاً في استعمالات بورديو، ترجمه البعض بالخصائص الاجتماعية والنفسية، والخصائص الشخصية، والوسط المعيشي،والطابع، والطابع الاجتماعي الثقافي، والسمت، والسيمياء، والسجية، وبالعرف، وبالتطبع،و التعود، والعادة، والعادة المستبطنة، وبالانعواد أيضا. وهذه الترجمات كلها تُظهر بجلاء حالة كبيرة من عدم الاتفاق حول ما يمثله المفهوم في أصل كتابات بورديو من جهة، والحمولة النظرية الثقيلة التي يحملها الهابتوس من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة فربما ترتبط بعض تلك الترجمات بمفهومات فرعية للهابتوس.[16] ولذلك اقترح بعض الباحثين بالإبقاء على المصطلح كما هو، ونقله إلى اللغة العربية حرفيا خروجا من هذه الإشكالية.
يؤكد سوارتز Swartz أن غرض بورديو الأساس من مفهومه الهابتوس يتمثل في الاقتراح بأن الجسد المُنَشَّأ(الذي ندعوه الفرد أو الشخص) لا يقف مقابل المجتمع، وإنما هو أحد أشكال وجوده.إن الصياغة المفاهيمية لدى بورديو لا تقابل الفرد والمجتمع باعتبارهما نوعين منفصلين –أحدهما خارج الآخر- لكن تعمل على بنائهما (علائقياً)..ويؤكد الهابتوس على التداخل المتبادل بين واقع الذاتية الفردية وواقع الموضوعية المجتمعية.[17]
ويعرف بورديو الهابتوس على أنه نسق الاستعدادات المكتسبة ومخططات الإدراك والتقييم والفعل التي غرسها المحيط الاجتماعي داخل الفرد في زمان ومكان محددين. فالفرد يسلك في المجتمع وفقاً لهذا النسق المستبطن أو وفقاً لهذا اللاوعي الثقافي.[18] هذه الاستعدادت ليست فطرية – كما هو الحال في مفهوم الكفاءة عند تشومسكي – بل يكتسبها الفرد بفعل التنشئة الاجتماعية وتجارب الحياة ويتمثلها ، وإن كان هذا التمثل يحدث في آحايين كثيرة من غير وعي منه أو اختيار الأمر الذي يجعلها كما لو كانت فطرية ، فهو كما يقول بورديو " مورط في نسيان الاكتساب ، بل في وهم فطرية ما هو مكتسب"[19] وهذا ما يجعلها بهذا النحو بنية مبنية " تشتغل كليبيدو اجتماعي تاريخي ثقافي مكتسب، وما إن تتكون حتى تصبح دائمة فيهم، مميزة لهم، ترافقهم في مجرى تاريخهم، قد تغتني بتجاربهم التي تتخلل مسارات حياتهم من دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير كيفي لها، يمس ثوابتها البنيوية"[20]
فتفضيلاتنا واختياراتنا وميولنا ورغباتنا وأذواقنا ما هي في الواقع إلا إحدى نتاجات ذلك الهابتوس الذي تكوّن فينا واكتسبناه ، وهذا الشكل من الاستعدادات لا يعمل فينا بشكل دائم وعلى صورة واحدة في كل المجالات والحقول ، بل هو – وهذا وجهه المنقول - قابل للانتقال من المجال الذي تكون فيه أصلا ليستمر في الاشتغال في حقل آخر بتطبع آخر، ويضرب حيمر مثالا على ذلك بالأب" في أسرة ما يحكم ممارساته المختلفة في مجالها تطبع أبوي ، غير أنه عندما ينتقل لأداء وظائفه في المجال الأكاديمي ، فإن ممارساته في هذا الفضاء الجديد لا يحكمها التطبع الأبوي ، بل يحكمها تطبع أكاديمي يعرف به الإنسان الأكاديمي ، يتميز به ويميزه عن غيره . ومع ذلك فإن التطبع الأول يبقى أثره ماثلا في اشتغال الثاني ، على الرغم من انمحائه أمام الثاني وتباعده عنه محتلاً الهامش في المجال الجديد "[21]
   تبدو بنية التطبع "الهابتوس" على هذا النحو وكأنها لا تختلف عن الحتميات الموضوعية ، والتي تحكم ممارساتنا وتعفي الفاعل من أي قدرة على تجاوزها، غير أن بورديو يقطع الطريق على اعتراض كهذا ، وذلك بالتأكيد على أن بنية التطبع هي كذلك بنية بانية " منتجة ، فاعلة في العالم الخارجي ، يتم بها إدراك  العالم وتقسيم امتداده وتصنيف عناصره ومكوناته ، وتسميتها ، فتصبح دالة وذات معنى ...تشتغل في الممارسة باعتبارها خطاطات للإدراك والتقييم والحكم والذوق ،ومبادئ منتجة لرؤى العالم ، منظمة للفعل"[22] ، والذات ليست متلق سلبي فحسب ،بل لها اختياراتها ،لكنها تظل محدودة بحدود لا تتجاوزها.
لقد مكن هذا المفهوم بورديو من تفسير ذلك الانتظام والتوحد في السلوك الذي يلاحظ على ممارسات الفاعلين فالهابتوس هو "ذلك المبدأ المولد والموحد الذي يترجم الخصائص الباطنة والعلائقية لوضع ما إلى أسلوب في العيش موحد ،أي مجموعة موحدة من اختيارات الأشخاص والممتلكات والممارسات "[23] لكن هذا الانتظام مرة أخرى لا يعود إلى خضوع قسري واعٍ لقواعد مكتوبة ومنصوص عليها ولا حتى عرفية ، بل إلى صورة ما سماه بورديو بالحس العملي ، أي التصرف وفق نشاط مقوعد من غير أن يكون التصرف نتاج الخضوع الواعي لتلك القواعد ، في صورة شبيهة بما يحدث في عالم اللعب الذي يستشهد به بورديو كثيرا حيث إن انتظامات أفعال اللاعبين في لعبة ما ليست بالضرورة نتاج الخضوع لقواعد وقوانين وضعها مشرع تلك اللعبة تتحدد بها كل حركاتهم وسكناتهم بل إن اللاعبين يتوافرون على حرية ارتجال واختراع أفعالهم لكنها تبقى محدودة بحدود اللعب ذاته "فلا شيء أكثر حرية ولا أكثر إكراها في الآن ذاته من فعل اللاعب الجيد فهو يوجد طبيعيا في المكان الذي ستسقط فيه الكرة "[24] وإن حرية الارتجال والاختيار هذه هي ما تجعلنا نفرق بين السلوك المتولد عن اتباع المعايير والقواعد وذلك المتولد عن التطبع فالأخير مهما كانت درجة خضوعه يظل أقل انتظاماً من الأول.[25]
رأسمال
 الرأسمال بمفهومه السوسيولجي لدى بورديو هو رأسمال اقتصادي (أي موارد اقتصادية ومالية لا متكافئة وميراث لخيرات اقتصادية وعلاقات سيطرة اقتصادية) وهو أيضا رأسمال ثقافي أي موارد ثقافية لا متكافئة (معارف، ومهارات،و تقنية وعلمية،وشواهد، وديبلومات، طريقة في الكلام والآداب الحسنة...ألخ) تعبر عن نفسها اجتماعياً في علاقات سلطة وسيطرة ثقافية، وهو في اآن نفسه رأسمال اجتماعي، أي موارد لامتكافئة بين الناس في المجتمع فيما يتعلق بشبكة علاقاتهم الشخصية، علاقات تبادل الخدمات والتضامن والعون المتبادل بغيرهم في قضاء الحاجات وحل المشكلات، ماينتج منه مضاعفة تأثيرهم الشخصي ونفوذهم الاجتماعي، وسيطرتهم على غيرهم في نسق العلاقات الاجتماعية[26]،وهناك الرأسمال الرمزي الذي يتعلق بمجموعة الطقوس التي لها علاقة بالشرف والاعتراف وهو في النهاية السمعة والسلطة التي يتمتع بها العون من خلال اكتسابه للأشكال الثلاثة الأخرى للرأسمال"[27]
وفي خضم العلاقات الاجتماعية التي هي علاقات تنافس وصراع وتفاعل وتبادل، تختلط هذه الأشكال من الرساميل، ويتحول بعضها إلى البعض الآخر، تحول أشكال الطاقة في الفضاء الفيزيائي.[28]
وعلى ما سبق فإن توزع الأفراد في الفضاء الاجتماعي يتحدد حسب رساميلهم وفقاً لأبعاد رئيسة ثلاثة: حجم ما يحوزون من رأس المال الشامل بمختلف أنواعه، وبنية ووزن ذلك الرأسمال في جملة حيازتهم ، وأخيراً حسب التطور الزمني لحجم رأس مالهم وبنيته[29] .
 ويشرح بورديو هذا الأمر من خلال خطاطة رسمها في كتابه أسباب عملية وفيها نرى خطين متقاطعين يمثل العمودي منهما البعد الأول حيث يتوزع الأفراد من الأعلى إلى الأسفل حسب الحجم الإجمالي للرأسمال فالذين يمتلكون القدر الأكبر من الرأسمال الإجمالي المهيمن وهم مثلا في هذه الخطاطة - والتي تمثل المجتمعات الصناعية - من يجمعون أكبر قدر من الرأسمالين الاقتصادي والثقافي معاً يتموضعون في أعلى الفضاء الاجتماعي ، بينما يحتل الذين يملكون قدرا أقل موقعا أدنى وهكذا حتى نصل إلى أسفل الفضاء الاجتماعي حيث الأقل حظا والأقل نصيبا من أحد هذين الرأسمالين ، وفي المستوى الآخر فإن الأفراد يتوزعون أفقيا من اليمين إلى اليسار حسب بنية وتشكيل ووزن رأسمالهم في ذلك المجتمع ، وهنا يكون للرأسمال المهيمن في ذلك الفضاء الإجتماعي تأثيره ، ففي المجتمعات الصناعية يرى بورديو مثلا أن الذين يتسيدون الفضاء الاجتماعي – أولئك الحائزين على القدر الأكبر من الرأسمالين الاقتصادي والثقافي- يتوزعون أفقيا من اليمين إلى اليسار تبعا لوزن وبنية رأسمالهم في ظرفهم التاريخي والاجتماعي ذاك ، فأرباب العمل -وهم أغنى نسبيا في رأس المال الاقتصادي عنه في الثقافي- يتعارضون بشدة مع أساتذة الجامعات- والذين هم أغنى نسبيا في رأس مالهم الثقافي مقارنة بالاقتصادي – وبالتالي فهم يتموضعون إلى اليمين في ذلك الفضاء وبين تلك النخبة الأمر الذي يجعل منهم سادة ذلك الفضاء الاجتماعي من جهتين عمودية وأفقية ، بينما تقتصر سيادة أصحاب الرأسمال الثقافي على الجهة العمودية يشتركون فيها مع أصحاب الرأسمال الاقتصادي ، وبالتالي فهم نخبة سائدة من جهة مسودة من جهة أخرى . غير أنه وفي الحقل الخاص فإن السيادة لا تكون إلا لأولئك الذين يمتلكون النصيب الأكبر من الرأسمال الخاص بذلك الحقل . فالأفراد مثلا داخل الحقل الثقافي لا يضعون اعتبارا لصاحب الرأسمال الاقتصادي مهما علا شأنه أو كان له نصيب ما من الرأسمال الثقافي مادام أن أحدا ما يفوقه في حجم ما يمتلكه من ذلك النصيب. لكن الأفراد وهم يتوزعون في هذا الفضاء على النحو الذي شرحناه فإنهم - وهذا هو البعد الثالث -  يملكون مع ذاك إمكانية تغيير مواقعهم وذلك بتحسين حجم رأسمالهم أو نسبته الأمر الذي يحدث نوعاً من الحراك الاجتماعي يترتب عليه تغييرات في أماكن السلطة والسيطرة الاجتماعية .[30]
معتمداً على ما سبق يصل بورديو إلى أن ما نراه من اختلاف في استعدادات الأعوان داخل الفضاء الاجتماعي (أي في مقولات إدراكهم للعالم وتصنيفه والحكم عليه) وبالتالي في اتخاذ مواقفهم ، فإننا نجد تفسيره في ذلك الاختلاف الذي يكونون عليه في المواقع داخل الفضاء الاجتماعي وبالنسبة لرأس المال بنية وحجماً وتطورا ، فمواقع الناس وأوضاعهم تلعب دوراً مؤثراً في تشكيل استعداداتهم ومن ثم في مواقفهم واختياراتهم ، لكن هذه العلاقة ليست أحادية الاتجاه أو سلبية - وإلا لما كان بورديو مختلفا عن الاتجاهات البنيوية التي يحاول التملص منها ، بل هي علاقة متبادلة " تشتغل على نحو دائري رابطة بين اختلاف اتخاذ المواقف ، واختلاف المواقع الاجتماعية بتوسط اختلاف الاستعدادات . فاختلاف المواقع - واختلاف الشروط المادية والتاريخية لكل منها - ينتج لدى محتليها اختلافا مناسبا في الاستعدادات التي تنتج بدورها اختلافا في المواقف ووجهات النظر والممارسات العملية (من الفضاء الاجتماعي باعتباره نظاما من المواقع المتمايزة المختلفة ) ."[31]
وإن هذا النوع من العلاقة على هذا النحو هو ما يقربنا من فهم أحد أهم الموضوعات التي شغلت بورديو كثيرا وهي مسألة العلاقة بين الذات والموضوع، ذلك أن بورديو وقد وسّع من نظرته للرأسمال حتى اعتبره كطاقة اجتماعية لا تنحصر في كونها رأسمال نوعي يتموضع في الأشياء والمؤسسات على شكل موارد وخبرات مادية بل يمكن تحويلها أو صرفها "وفق معدلات صرف معترف بها اجتماعيا" إلى رأسمال رمزي يتذوت في الأجساد على شكل موارد ذاتية ورمزية، أي على شكل استعدادات وقدرات للإدراك والفعل، فإنه بهذا الأخير (أي مفهوم الاستعداد ) قد قارب تحديد شكل هذه العلاقة ، فالفرد ومن خلال استعداداته وقدراته على إدراك وتمييز هذا الاختلاف في العالم من حوله يستطيع تحويله إلى رموز ومعاني ودلالات تماما كما يحصل في عالم اللغة، وهنا يتمكن من احتوائه وفهمه ومن ثم إعادة بنائه على النحو الذي يسعى إليه إن محافظةً أو تغييرا".[32]
وختاماً فبعد أن عرضنا لأهم مفاهيم "الممارسة" البورديوية، سنحاول الآن – وهذا هو المستوى الثاني – أن نجمع خيوط النظرية لنبين طريقة أشتغال تلك المفاهيم بكلمات موجزة.
علمنا من قبل أن منطلقات الهابتوس تمثل نتاج ظروف طبقية محددة تتعلق بالتنشئة الأولية، وهذا لا يعني أن الفعل الذي تولده يمثل تعبيرا مباشرا لها؛ بمعنى أن الفعل يمثل نتاج منطلقات الطبقة المتقاطعة مع ديناميات وبنى حقول معينة، وهذا يعني أن الممارسات تحدث عندما يواجه الهابتوس تلك الميادين المتنافسة التي يطلق عليها الحقول، ويعكس الفعل بناء تلك المواجهة في علاقة ديالكتيكية متضمنة بعداً زمنياً هاماً.
ولهذا فإن التحليل السوسيولوجي عند بورديو يدعو إلى بناء بنية الحقل ذو العلاقة مع الهابتوس الطبقي للفاعلين المنخرطين فيه، ويقدم بورديو في كتابه "التميز" المعادلة التالية كصيغة ملخصة لنموذجه :
الممارسة = الحقل+(الهابتوس) (رأس المال)
إن نموذج بورديو الكامل للمارسات يفهم الفعل باعتباره حصيلة العلاقة بين الهابتوس، ورأس المال، والحقل. ويحذر بأن "الممارسات لايمكن أن تستخرج من الظروف الراهنة التي قد تبدو أنها قد حرضتها، أو من الظروف الماضية التي أنتجت الهابتوس.. لكنها تستخرج من علاقاتها المتداخلة" وهكذا فإن الممارسات لا يمكن أن تختزل إما إلى الهابتوس، أو إلى الحقل، ولكنها تنمو خارج العلاقة المتداخلة المؤسسة في كل نقطة من الزمن عن طريق مجموعات العلاقات التي مثلت كل منهما. [33]
ولعل الخطوات التحليلية الثلاث الضرورية التالية التي أشار إليها بورديو عند مقاربته لدراسة الأعمال الفكرية والفنية يجب أن تقال لتؤلف المنهج البحثي العام في علم اجتماع بورديو[34]:
في خطوة أولى يجب على البحث أن يربط حقل ممارسات معينة بحقل القوة الأوسع؛ وتوضح هذه الخطوة الموقع المركزي الذي يحتله التدرج والقوة في علم اجتماع بورديو، وفي حالة الفنانيين والكتاب نجد أن حقل الأدب متجسد ضمن حقل القوة؛ حيث يحتل موقعا خاضعا، وأن الحقل القانوني بالمقارنة يتموضع بصورة أكثر اقترابا من العامود المهيمن للقوة.
وفي خطوة ثانية يجب على البحث أن يحدد بنية العلاقات الموضوعية بين المواقع المتقابلة المحتلة من قبل أفراد أو جماعات طالما أنهم يتنافسون من أجل الشرعية الفكرية والفنية؛ فما هي أشكال رأس المال الاقتصادي والثقافي المحددة بالحقل الذي هو تحت البحث؟ وكيف يتم توزيعها بالعلاقة مع الأشكال الأخرى من راس مال؟ فهذا يعني تحديد المواقع المهيمنة والخاضعة بالنسبة لجميع المشاركين في الحقل.
وفي خطوة أخيرة يجب على البحث أن يحلل الهابتوس الطبقي الذي يستحضره الفاعلون لمواقعهم الشخصية والمسار الاجتماعي الذي يسعون إليه في حقل الصراع.


نظرية العنف الرمزي   The theory of symbolic violence

يميز بورديو ذاته عن الماركسية بتأكيده على الإسهام المحدد الذي تقوم به تمثلات الشرعية من أجل ممارسة القوة وإدامتها.وهو يؤكد بأن جميع ضروب ممارسة القوة ،تقريباً، تتطلب شكلاً ما من التبرير؛ فقوة الهيمنة عبر إضفاء الشرعية هي التي تستحوذ على اهتمام بورديو بشكل أساسي، حيث يؤكد أنها تمثل الرابطة المعززة للعلاقات الطبقية. يؤكد بورديو على هذه الوظيفة السياسية للأنساق الرمزية، وإذا كانت نظريته حول الممارسات تسحب فكرة المصلحة إلى مجال الثقافة، فإن نظريته حول القوة الرمزية تسحب الثقافة إلى مجال المصلحة مع الإدعاء بأن جميع أشكال القوة تتطلب إضفاء الشرعية.[35]
ويفهم بورديو العنف الرمزي على أنه آلية تشتمل على مجموعة من القواعد تكسب لنفسها صفة الشرعية حتى لا يلاحظها أحد بوصفها عنفاً، مغلفة نفسها بالرقة واللامرئية.لذا فإن أي سلطة أو نفوذ يلجأ إلى استخدام هذا النوع من العنف لفرض دلالاته الخاصة وشرعنتها إنما يمثل مجالاً ملغما بفخاخ السيطرة والتدجين وترسيخ ثقافة الغالب على المغلوب بحجب علاقات القوة التي تؤصل قوته الذاتية مما يكشف ما لحجم العلاقات الرمزية من حضور فعال وخطير في الوسط الاجتماعي.[36]
وعليه فأن ممارسة العنف الرمزي مرهونة بوجود رأسمال رمزي متوج بسلطة رمزية تعبير عن مشروعيته التي تعني (المشروعية) قبول السلطة على أنها حقيقة من قبل من تمارس عليهم.[37]
وفي كتابه "العنف الرمزي" يتناول بورديو في الفصل الأول(النشاط التربوي)باعتباره نوعا من العنف الرمزي الذي يتميز بسمتين تعسفيتين تتعلق الأولى بالجهة التي تتبناه، والثانية بالثقافة التي تريد فرضها؛ الأولى طبقية، والثانية مضمونية، حيث يعمل النشاط التربوي ضمن علاقات القوة بين الجماعات والطبقات التي تتألف منها التشكيلة الاجتماعية التي تميل إلى تأصيل النفوذ التعسفي وفق نمط تعسفي من الفرض والترسيخ (التربية).[38]
لذا فإن النشاط التربوي يكتسب قدرته التغسفية من علاقات القوة المنعقدة بين الجماعات أو الطبقات المكونة للتشكيلة الاجتماعية حيث تمارس. ومن اسهامه غي معاودة إنتاج هذه العلاقات، أو ما يسميه بورديو بوظيفة معاودة الإنتاج الاجتماعية لمعاودة الإنتاج الثقافية؛ حيث تكتسب هذه الوظيفة أهمية بالغة فهي التي تتولى إعادة إنتاج البنية التي تجكم توزيع الرأسمال الثقافي لترويجيه بين الجماعات أو الطبقات. ويكتسب النشاط التربوي قدرته التعسفية أيضاً من خلال معاودة إنتاجه للتعسف الثقافي الذي يرسخه.[39]
والسلطة التربوية، في نظر بورديو، نفوذ قائم على العنف الرمزي؛ ففي الوقت الذي يقوم النفوذ التعسفي بتأصيلها فإنها تدعمه وتعمل على حجبه، وهذا هو الشرط الموضوعي لممارسة السلطة التربوية لنشاطها؛ أي أن تكون قادرة على إنتاج الغفلة الاجتماعية عن حقيقتها وجوهرها كعنف رمزي، حيث يعد النشاط التربوي أداة رئيسة لتجسيد علاقات القوة تجسيداً متسامياً في سلطة شرعية.مع الأخذ بنظر الاعتبار أن علاقات القوة تحدد "نمط الفرض الذي يميز نشاطاً تربوياً معيناً، وذلك بوصفه نسقاً من الوسائل الضرورية لفرض نموذج ثقافي تعسفي ولتمويه ما لهذا الفرض من تعسف مزدوج؛ أي من حيث أنه مزيج من تقنيات العنف الرمزي، وتقنيات تمويه (شرعنة) هذا العنف،لذا تكتسب المرجعيات التربوية أو المرسلون التربويون أهلية وصلاحية لإبلاغ ما يريدون، فارضين على الآخرين تسلم رسائلهم، لأن المرسل إليهم مهيئين أصلاً للاعتراف بشرعية المعلومات المنقولة وبسلطة المرسلين التربوية، ومهيئين أيضاً لاستقبال الرسالة واستبطانها.[40]
ومن ثمّ يأتي دور الهابتوس مرة أخرى لاستبطان تلك المبادئ التربوية التعسفية لإدامتها واستمرارها، وليمنح الممارسة التربوية أيضاًقابلية التناسل والتوليد على غرار الممارسات التعسفية السالفة.
أما في الفضاء المدرسي فإن الرموز والأشكال مبثوثة في كل تفاصيله، وهي تكون نسيج العلاقات المتشابكة بين الأعوان، إذ لكل موضع ما يستحق من الرموز ولكل عون عدة من الأشكال يقدم نفسه للمجتمع من خلالها. وهذا التمثل الذي يجعله الأعوان لأنفسهم وعن منازلهم وذواتهم وعن الآخرين في الفضاء المدرسي ليس محصلة اتفاق سياقي بين أعوان بل نتاجاً وتكريساً لنسق أسطوري رمزي قوامه التراتب.
وهناك دور ثان للأشكال والرموزفي الفضاء المدرسي يكمن في جعل اعتباطية الشكل/الرمز واستبداده شرعيين. فإذا كان العنف الرمزي هو عنف يمارس في الأشكال/الرموز فإن نجاعتها لا تقاس فقط بوقع عنفها إنما أيضاً بمقدار شرعنة هذا العنف فيزداد وقعه وتتجذر آثاره في الوعي واللاوعي وفي الممارسة والشيء. يبرز ذلك لمّا تتحول علاقات اعتباطية هي علاقات هيمنة إلى علاقات شرعية، وتتحول اختلافات الوقائع إلى تمايزات معترف بها رسمياً، منها يستخرج التفاضل وترسم الحدود والفواصل بين الأعوان طبقاً لما يملكون ومالا يملكون.[41]
وهكذا تبقى المؤسسة التعليمية –في نظر بورديو- المؤسسة المثلى التي تستثمر بكثافة ترسانة الأشكال التقعيدية، فتؤيي اشتغالها بهالةمن القواعد المعقدة والتي تعمل عبر طقوس مأسستها على إنتاج التفاوت الاجتماعي وإعادة إنتاجه. فالحقل المدرسي أكثر الحقول إبداعاً للتفاوت الاجتماعي بل يعتبر هو سنده الممأس له والمنظم. وبهذا تعيد المدرسة إعادة إنتاج شرعيتها عبر إنتاج المميزين اجتماعياً، أولئك الذين يرثون مزاياها كما لوأنهم يستحقونها وتسبغ عليهم شرعية ثقافية يقع استثمارها في علاقة سلطة.[42]










المراجع

أحمد بدوي ، مابين الفعل والبناءالاجتماعي: بحث في نظرية الممارسة لدى بيير بورديو ، مجلة إضافات ، العدد الثامن ، خريف 2009م
أحمد محمود عبدالمطلب، تكافؤ الفرص في التعليم العالي،دراسة ميدانية، رسالة دكتوراه غير منشورة، تربية قنا، جامعة أسيوط،1982.
بيير بورديو ، مسائل في علم الاجتماع ، ترجمة : هناء الصبحي ، أبوظبي ، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة (مشروع كلمة ) 2012م
بييربورديو، قواعد الفن، ترجمة:إبراهيم فتحي،القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب،2013
بيير بورديو ، أسباب عملية ، إعادة النظر بالفلسفة ، ترجمة أنور مغيث، بيروت، دار الأزمنة الحديثة، 1998م.
بيير بورديو، العنف الرمزي:بحث في أصول علم الاجتماع التربوي،ترجمة نظر جاهل،بيروت، المركز الثقافي العربي،1994م.
بيار بورديو وجان-كلود باسرون،إعادة الإنتاج: في سبيل نظرية عامة لنسق التعليم،ترجمة :ماهر تريمش،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،2007م.

ثورستن حسين،التعليم العالي والتمايز الاجتماعي،دراسة عالمية مقارنة،المعهد الدولي للتخطيط التربوي،ترجمة محمد الأحمد الرشيد، أساسيات التخطيط التربوي (1) كلية التربية،جامعة الملك سعود،الرياض،بدون تاريخ.
ديقيد سوارتز ،الثقافة والقوة : علم اجتماع بياربورديو ،ترجمة:محمد الحوراني،عمان، دار مجدلاوي، 2015م ط1
ستيفان شوفالييه و كريستيان شوفيري ، معجم بورديو، ترجمة الزهرة إبراهيم،سوريا،دار النايا،2013م.

شبل بدران،علم اجتماع التربية المعاصر،سلسلة المكتبة التربوية، دار المعرفة المصرية،2000

عبدالستار عداي،العنف الرمزي:الجذور السوسيوثقافية للتربية،مجلة فصول، مصر،ع65،2005م

عبدالسلام حيمر ،في سوسيولوجيا الخطاب ،بيروت ، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2008م
عبدالكريم بزاز ، علم اجتماع بيار بورديو ، أطروحة دكتوراة غير منشورة،جامعة منتوري ، قسنطينة، 2007م.

عدنان الأمين،التنشئة الاجتماعية وتكوين الطباع،المغرب، المركز الثقافي العربي،2005م.

لويس بينتو،نظرية العالم الاجتماعي عند بيار بورديو ،ترجمة:محمد أمطوش،الأردن،عالم الكتب الحديث،2014م
محمد سيد حافظ،سوسيولوجية التعليم عن العلاقة بين التفوق الدراسي والتمايزات الاجتماعية،دراسة ميدانية في قرية مصرية،دراسة دكتوراه غير منشورة،آداب، جامعة عين شمس1980م

مديحة محمد السفطي،الحراك المهني الاجتماعي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس،1980م









Apple, M.W. & King, "What Do Schools Teach" (In) Paulston. G.R.,Changing Educational Systems, A Review of Theory and Experience.Washington, The World Bank, 1978, P.P.34

Brigitte C,Scott, Caring Teachers and Symbolic Violence: Engaging the Productive Struggle in practice and Research, Educational Studies, 2012

Calhoun, Craig Edward LiPuma,and Moishe Postone(1993). Bourdieu:Critical Perspec-tives.Chicago,IL:.Chicago University Press.

Rebecca A. Goldstein,Symbolic and institutional Violence and critical educational spaces:in the name ofeducation, Journal of peace Educational vol.2, No.1, Marsh 2005.   

Pierre Bourdieu Réponses. Pour une anthropologie réflexive, Seuil, Paris, 1992 , p.123






[1] Calhoun, Craig Edward LiPuma,and Moishe Postone(1993). Bourdieu:Critical Perspec-tives.Chicago,IL:.Chicago University Press.
[2] أحمد بدوي ، مابين الفعل والبناءالاجتماعي: بحث في نظرية الممارسة لدى بيير بورديو ، مجلة إضافات ، العدد الثامن ، خريف 2009، ص 11.
[3] أحمد بدوي ، المرجع السابق،نفس الصفحة.
[4] عبدالكريم بزاز ، علم اجتماع بيار بورديو ، أطروحة دكتوراة غير منشورة،جامعة منتوري ، قسنطينة، 2007 ،ص 38
[5] عبدالسلام حيمر ،في سوسيولوجيا الخطاب ،بيروت ، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2008م ،ص 365
[6] ديقيد سوارتز ،الثقافة والقوة : علم اجتماع بياربورديو ،ترجمة:محمد الحوراني،عمان، دار مجدلاوي، 2015م ط1،ص 169
[7] بيير بورديو ، مسائل في علم الاجتماع ، ترجمة : هناء الصبحي ، أبوظبي ، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة (مشروع كلمة ) 2012م، 181.
[8] ديقيد سوارتز، الثقافة والقوة: علم اجتماع بياربورديو،مرجع سابق،ص169.
[9] ديقيد سوارتز، المرجع السابق،ص175.
[10] ديفيد سوارتز،المرجع السابق،ص176.
[11] بيير بورديو ، مسائل في علم الاجتماع ، مرجع سابق ، 182
[12] ما بين قوسين هو من وضع الباحث، وهذا سيكون مطردا.
[13] ديقيد سوارتز، الثقافة والقوة: علم اجتماع بياربورديو،مرجع سابق،ص178.

[14] بوريو يستعمل كلمة عون اجتماعي Agent social بدلا من فاعل اجتماعي Acteur social لأن العون لا هو بالفاعل المريد، ولا بالعنصر السلبي، وذلك خلافا لما يوحي به مفهوم الفاعل. انظر :بيار بورديو وجان-كلود باسرون،إعادة الانتاج، ترجمة: ماهر تريمش ، بيروت،مركزدراسات الوحدة العربية،2007،ص17،هامش رقم34. وانظر كذلك لويس بينتو،نظرية العالم الاجتماعي عند بيار بورديو ،ترجمة:محمد أمطوش،الأردن،عالم الكتب الحديث،2014،ص6،هامش رقم1. وهو يستعمل عامل اجتماعي كترجمة لمصطلح  Agent social.
[15] عبدالسلام حيمر ، في سوسيولوجيا الخطاب، مرجع سابق ، 392
[16] بييربورديو، قواعد الفن، ترجمة:إبراهيم فتحي،القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب،2013،ص11من مقدمة المترجم:ويرتبط مفهوم التطبع Habitus بمفهومات فرعية مثل السجيةEthos وهي نسق من الاستعدادات ذات البعد الأخلاقي ومن المبادئ العملية منطو داخل التطبع...
[17] ديقيد سوارتز، الثقافة والقوة: علم اجتماع بياربورديو،مرجع سابق،ص142.
[18] بييربورديو، قواعد الفن، مرجع سابق، ص10.
[19] ستيفان شوفالييه و كريستيان شوفيري ، معجم بورديو ، مرجع سابق ،135
[20] عبدالسلام حيمر، في سوسيولوجيا الخطاب، مرجع سابق، 399
[21] المرجع السابق،400
[22] المرجع السابق، 400-401
[23] بيير بورديو ، أسباب عملية ، مرجع سابق ، 31
[24] ستيفان شوفالييه و كريستيان شوفيري ، معجم بورديو ، مرجع سابق ،136
[25] انظر عبدالسلام حيمر ،سوسيولوجيا الخطاب، مرجع سابق ، 411
[26] انظر عبدالسلام حيمر ،سوسيولوجيا الخطاب، مرجع سابق ، 368
[27] عبدالكريم بزاز ،علم اجتماع بيار بورديو، مرجع سابق،64
[28] انظر عبدالسلام حيمر ،سوسيولوجيا الخطاب، مرجع سابق ، 368
[29] بيير بورديو ، أسباب عملية ، إعادة النظر بالفلسفة ، ترجمة أنور مغيث (بيروت ، دار الأزمنة الحديثة ، 1998) 41
[30] انظر المرجع السابق ، 28-30 ، وأيضا عبدالسلام حيمر ، في سوسيولوجيا الخطاب ، مرجع سابق ، 370-373
[31] عبدالسلام حيمر ، في سوسيولوجيا الخطاب ، مرجع سابق ، 376
[32] بيير بورديو ، أسباب عملية ، مرجع سابق ، 37 ، وانظر أيضا عبدالسلام حيمر ، في سوسيولوجيا الخطاب ، مرجع سابق ،374-379
[33] ديقيد سوارتز، الثقافة والقوة: علم اجتماع بياربورديو،مرجع سابق،ص194.
[34] ديقيد سوارتز، المرجع السابق،ص195.
[35] ديقيد سوارتز، المرجع السابق،ص130.
[36] عبدالستار عداي،العنف الرمزي:الجذور السوسيوثقافية للتربية،مجلة فصول، مصر،ع65،2005،ص371
[37] Pierre Bourdieu Réponses. Pour une anthropologie réflexive, Seuil, Paris, 1992 , p.123.
[38] بيير بورديو، العنف الرمزي:بحث في أصول علم الاجتماع التربوي،ترجمة نظر جاهل،بيروت، المركز الثقافي العربي،1994،ص8
[39] عبدالستار عداي،العنف الرمزي، مصدر سابق، ص372
[40] عبدالستار عداي، المصدر السابق، نفس الصفحة.
[41] بيار بورديو وجان-كلود باسرون،إعادة الإنتاج: في سبيل نظرية عامة لنسق التعليم،ترجمة :ماهر تريمش،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،2007،ص61
[42] بيار بورديو وجان-كلود باسرون،المرجع السابق،ص71
[43]  Brigitte C,Scott, Caring Teachers and Symbolic Violence: Engaging the Productive Struggle in practice and Research, Educational Studies, 2012
[44] Rebecca A. Goldstein,Symbolic and institutional Violence and critical educational spaces:in the name ofeducation, Journal of peace Educational vol.2, No.1, Marsh 2005.   
[45] Paul Connolly & Julie Healy,Symbolic Violence, Locality and Social Class:the educational and career aspirations of 10-11 year-olds in Belfast,pedagogy,culture, vol.12, No.1, 2004.   
[46] محمد سيد حافظ،سوسيولوجية التعليم عن العلاقة بين التفوق الدراسي والتمايزات الاجتماعية،دراسة ميدانية في قرية مصرية،دراسة دكتوراه غير منشورة،آداب، جامعة عين شمس1980
[47] ثورستن حسين،التعليم العالي والتمايز الاجتماعي،دراسة عالمية مقارنة،المعهد الدولي للتخطيط التربوي،ترجمة محمد الأحمد الرشيد، أساسيات التخطيط التربوي (1) كلية التربية،جامعة الملك سعود،الرياض،بدون تاريخ.
[48] مديحة محمد السفطي،الحراك المهني الاجتماعي، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس،1980.
[49] أحمد محمود عبدالمطلب، تكافؤ الفرص في التعليم العالي،دراسة ميدانية، رسالة دكتوراه غير منشورة، تربية قنا، جامعة أسيوط،1982.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم اخي
    هل من الممكن التكرم بموافاتي بنتائج هذه الدراسة
    طالب دكتوراه في علم اجتماع التربية
    اليمن عدن
    مع خالص تحياتي

    ردحذف